عمان - الرأي - اخفق امس المنتخب الوطني لكرة القدم في الاختبار الاول بمستهل مشواره في منافسات المرحلة الثالثة للمجموعة الثالثة لتصفيات كاس العالم عندما خسر امام المنتخب الكوري الشمالي بهدف نظيف.
رسمت مجريات المباراة التي جرت على ستاد عمان بحضور جماهيري كبير تقدمهم سمو الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد ، العديد من علامات الاستفهام خاصة حول الاداء المتواضع الذي قدمه المنتخب الوطني وافتقر الى العناصر الرئيسة لمبادىء التكتيك، لتخلف النتيجة غير المتوقعة خيبة امل اصابت اوساط اللعبة في ظل الوضع الصعب الذي بات يلف حظوظ المنتخب في التصفيات.
وجاء نتاج المنتخب الوطني في الشوط الاول عقيماً رغم السيطرة النسبية التي فرضها على منطقة المناورة، فلم يتهدد المرمى الكوري سوى مرة واحدة فيما كان المنتخب الكوري يصطاد شباك الحارس لؤي العماير اثر ركلة حرة ثابتة كشفت هشاشة حائط الصد، وفي الشوط الثاني امسك لاعبو المنتخب الوطني بزمام الامور لكن ضبابية الاداء وضعف القدرة على صناعة الالعاب وغياب الفكر الفني عوامل رئيسة اسهمت بمحافظة الكوريين على الفوز الثمين وبالتالي حصد ثلاث نقاط هامة.
في نفس المجموعة كان المنتخب الكوري الجنوبي يكرم وفادة ضيفه منتخب تركمنستان برباعية نظيفة في المباراة التي جرت في سول.
وبذلك تصدرت كوريا الجنوبية المجموعة بفارق الاهداف عن جارتها الشمالية.
المباراة فـي سطور
النتيجة:خسارة المنتخب الوطني امام كوريا الشمالية 0 - 1 سجله هونج (44)
المنافسة : تصفيات كأس العالم لكرة القدم
الحكام طاقم بنجالي
الجمهور: نحو18 ألف متفرج
مثّل الأردن: لؤي العمايرة، حاتم عقل، وسيم البزور، فيصل ابراهيم (رأفت علي) ، باسم فتحي، قصي ابو عالية، عامر ذيب، حسونة الشيخ (عوض راغب) عبدالله ذيب، مؤيد ابو كشك (عيسى الصيفي) محمود شلباية.
مثّل كريا الشمالية: ري ميونج، ري جون ، ري لوانج ، آن يونج ، هونج يونج ( ، مون كوك، جونج تاي ، باك تشول، (كشا جون)، هان سونج(، كيم يونج ريانج يونج (باك نام) نام سونج.
احتواء كوري
احتوى الكوريون الهجوم المبكر الذي شنه المنتخب الوطني وتعامل دفاعه بعقلانية وهدوء مع الكرات سواء التي حاول فيها المنتخب من العمق او عن طريق الجهة اليمنى التي قادها الثلاثي عبدالله وذيب وفيصل واحتاجت الى الدقة علما ان فرصة التهديد الاولى جاءت من الجهة اليسرى التي شغلها ابو كشك وباسم ووضع فيها الاخير الكرة على رأس شلباية ويحبطها الحارس.المنتخب الكوري دفع برأس الحربة جونج وباسناد من كوك وهونج ليتولى الاخير الكرات العرضية من الميسرة ساعدهم الاداء الجماعي الذي كشف عن ترابط الخطوط فاستهلكوا الوقت وسيروا الشوط كما يريدون.
الضغط الهجومي للاردن كان يفترض ان يقدم المنتخب بهدف التقدم عن طريق ابو كشك الذي صد له الحارس الكرة التي تبادلها الثنائي باسم وعامر ولكن الفرصة نبهت الخط الدفاعي الكوري ممثلا بجون وري وباك وسونج الذين اغلقوا المنافذ وتعاملوا رغم قصر قاماتهم مع الكرات العرضية كما ركزوا طلعاتهم على الجهة اليمنى. حاول حسونة وعامر ومن خلفهما قصي سحب لاعبي كوريا الا انهم لم يفلحوا لان المنتخب الكوري اجاد الترابط والانتشار وحسن الاستلام والتسليم في ملعبه قبل ان يعمد للهجوم المضاد.
هجوم المنتخب لم يكن واضحاً بعد ان انقطعت الكرات على حدود المنطقة الكورية وجاءت مثيلاتها داخل منطقة المرمى عشوائية مكنت الكوريين من السيطرة بثقة، باستثناء الصاروخ الذي وجهه عبدالله ذيب الا ان الكرة علت المرمى لتكون اخطر فرصة بعد مرور الدقيقة العشرين.
واصل الكوريون اداءهم المنظم وبتمريرات سلسة ودون اي تقدم مؤثر على مرمى العمايرة، وان شكل هونج ازعاجاً بميله على الطرف الايسر مستغلاً تقدم فيصل للاسناد في الوقت الذي انشغل فيه الثلاثي عامر وذيب وفيصل على الجهة اليمنى التي جاءات على حساب الجهة المفابلة، وبعد ان جاءت الكرات العرضية منخفضة لتناسب القامات الكورية.
ومن هجمة مضادة اثر انقطاع الكرة من فيصل تبادلها هونج وجونج ليتقدم الاخير ويسددها قذيفة هلعت قلوب الحضور قبا ان ترتفع الاكف وتصفق للعمايرها الذي انقذ هدفا محققاً، ومعها ابقى الكوريون على حرصهم في التعامل مع مجريات الشوط واجادوا الرقابة الدفاعية عن بعد.
الخطا الدفاعي للمنتخب ومنح به كرة ثابتة للكوريين، هذا الخطأ كلف الاردن هدف الفوز وفي وقت قاتل من عمر الشوط جاء بقدم هونج الذي شقت كرته الحيطة واثر الثغرة التي حدثت عند التسديد وفاجأت العمايرة والكرة تدخل مرماه في اسفل الزاوية اليمنى منه.
عسر هجومي وتنظيم مفقود
ربما وجد المدير الفني للمنتخب فينجادا نفسه حائراً في التشكيلة التي بدا بها ليلجأ مع دخول الشوط الثاني الى التبديل فاشرك رافت بعد ان سحب فيصل ظناً منه تفعيل الناحية الهجومية واحكام السيطرة على منطقة العمليات ليسدد شلباية بعيداً منهياً هجمة قادها رأفت وابو كشك. لكن التبديل جاء على حساب تقييد عبدالله ذيب الذي تراجع لشغر مركز الظهير الايمن!
تمريرات المنتخب بمجملها ظلت مقطوعة، فيما نجح الكوريون بتثبيت مدافعي المنتخب والحيلولة دون تقدمهم واحتاجت طلعات باسم للدقة وكان يفترض ان يستبدل بلاعب يجيد صناعة الكرات العرضية ويغلب عليه النزعة الهجومية بعد ان وجد شلباية نفسه تائهاً الى درجة انه اكثر من تراجعه للمواقع الخلفية ونشاهده على خط منتصف الملعب!
العسر الهجومي لم يتوقف على لاعب بعينه بقدر ما عكس شروداً ذهنياً للاعبين على الواجهة الامامية حيث اطاح ابو كشك ورأفت وشلباية وعامر بالكرات التي نفذوا فيها من المدافعين، فالتركيز كان مفقوداً تماماً ليشرك المدرب الصيفي بدلاً من ابو كشك الذي اجهد نفسه بنفسه وقد يكون لعدم اشغال موقعه الذي يجب ان يكون فيه.
وزاد الطين بلة ان سحب المدرب صانع الالعاب حسونة الذي انهى مشاركته بتمريرة عالية لعبها الصيفي خلفية جميلة، ويتولى الدور رأفت علي ولكن بوصلته كانت تائهة فهو اكثر من الكرات صوب العمق الكوري بدلاً من ان يقوم بالميل على الطرف الايسر الذي وضع منه كرة على رأس الصيفي الا ان الحارس التقطها واعاد تلاعبه بالوقت بادعاء الاصابة مثلما بدأ مع زملائه اضاعته مع بداية المباراة التي ارسل فيها عامر آخر سهامه.
المؤتمر الصحفي للمدربين
لم يجد فينجادا المدير الفني للمنتخب مبرراً يعلق فيه الخسارة الا شماعة التحكيم وان لاعبي الاردن ليسوا برازيليين او ارجنتينيين حسب تعبيره.
وقال في المؤتمر الصحفي عقب المباراة : التشكيلة مثالية اختيرت من بين 26 لاعباً وان المنتخب اهدر الفرص. لافتاً ان المنتخب الحقيقي هو الذي يسجل وليس مجرد ان يكون مستحوذاً على الكرة ومسيطراً، وعبر عن احترامه للاداء الكوري واكد ان فرص التعويض ما تزال قائمة بتبقي خمس مباريات.
من جهته عبر مدرب كوريا كيم جونج عن سعادته باداء فريقه مبدياً تقديره للهجوم الاردني الذي قابله هجوم ودفاع كوري متميز وقال: هذا الفوز انجاز يسجل للكرة الكورية.