محيط - وكالات
خليل الدليمى
بغداد: كشف رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، النقاب عن ان موكله أودع لديه أخطر الأسرار التي لم تعلن من قبل عن الحقبة التي كان فيها صدام رئيسا وحتى احتلال بغداد واعتقاله.
واعدم صدام (69 عاما) في 30 ديسمبر/ كانون الاول الماضي شنقا في احد سجون بغداد في اول ايام عيد الاضحى المبارك، بعد حكم صدر على عجل بشكل انتقده المجتمع الدولي. واثار الاعدام غضب انصاره من العرب السنة، عندما ظهرت لقطات على شبكة الانترنت لمسؤولين شيعة يوبخونه أثناء الاعدام.
وتبادل هواة التصوير في هواتفهم النقالة اللقطات الاخيرة من حياة صدام حسين لدى تنفيذ حكم الاعدام بحقه وبدا فيها يقف بثبات مرتديا معطفا أسود رافضا وضع غطاء على عينيه وهو يتقدم الى منصة الاعدام دون مساعدة احد. وقد رد على صرخات اهانة اطلقها بعض الحضور قبل ان يفتح باب المنصة تحت قدميه "الله اكبر".
ونقل رفات نجليه عدى وقصى ونجل الأخير مصطفى الى جوار مدفن صدام منتصف مارس/ آذار الماضي، بعد مقتلهم خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الأمريكى فى الموصل "شمال" فى 23 يوليو/ تموز 2003.
كذلك تم دفن برزان التكريتى الأخ غير الشقيق لصدام حسين وعواد البندر رئيس المحكمة الثورية سابقا بجوار قبر صدام بعد إعدامهما منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
ونعود لتصريحات المحامي خليل الدليمي لجريدة "الغد" الأردنية حيث قال: "ان صدام حسين كلفه بإعداد ما يشبه مذكراته حول ما حصل في العراق منذ عام 1980 مرورا بالحرب العراقية الايرانية وأزمة الكويت وما تلاها من حرب وحصار واحتلال لبغداد عام 2003 وحتى لحظة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الامريكي".
واوضح الدليمي ان هذه المذكرات في مراحلها النهائية وتتضمن ثلاثة اجزاء: اولها رسائل بخط يد صدام لم يجر عليها اي تعديلات، والثانية شهادة صدام واجاباته حول اخطر المواضيع والقضايا التي شغلت الرأي العام العربي والعالمي، فيما سيتضمن الجزء الثالث مجموعة من قصائد كتبها صدام خلال فترة اعتقاله.
وكشف الدليمي انه التقى صدام (144) مرة في معتقله خلال الاعوام 2004 و 2005 و 2006 موضحا ان صدام ائتمنه على أخطر الأسرار ليكون امين سره في أصعب المراحل التي مر بها صدام خلال فترة اعتقاله مشيرا الى انه يختزن بذاكرته خفايا واسرار حقبة من أشد فترات الإثارة في تاريخ العراق سيعلنها للعالم في اللحظة التي يعتقدها انها ستكون مناسبة من غير ان يوضح عن التاريخ ولا ماهية هذه الأسرار غير انه قال انها شهادة صدام عن كل ما كان يشغل الرأي العام داخل العراق وخارجه.
وعن المخاطر التي تحملها جراء لقاءاته مع صدام قال الدليمي انه تعرض لـ (13) محاولة اغتيال بعضها كان داخل المنطقة الخضراء من قبل من وصفهم الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران.
حقيقة اعتقال صدام
صدام لحظة اعتقاله كما نقلها الامريكان
وطبقا للدليمي فإن صدام لحظة اعتقاله في احدى القرى بالقرب من تكريت، وفق الرواية، لم يكن مخدرا وان ما عرض على شاشات التلفزة كان مفبركا لان صدام اعتقل في بغداد في احد بيوتاتها التي كانت تعود لاحد معارفه.
واضاف ان صدام كان يتنقل في بغداد بسيارة قديمة ومعه اثنان من حمايته ويحل ضيفا على معارفه.
ونفي الدليمي الرواية الاميركية طبقا لما رواه صدام له خلال احد اللقاءات قائلا كان صدام في احد الايام متعبا وقصد منزل احد معارفه في بغداد وبعد ساعة من دخوله البيت فوجئ بقوة امريكية تدهم المنزل موضحا ان صدام عبر عن خيبة امله من خيانة ووشاية احد المقربين اليه التي اوصلت الاميركان الى مكان تواجده.
واضاف ان صدام بعد اعتقاله نقل الى قاعدة عسكرية ومنها الى احد قصوره ومن ثم الى مكان قال انه لا يخطر ببال احد التقاه فيه مشيرا الى ان هذا المكان الذي رفض الكشف عنه يعرفه صدام وانا (الدليمي) والاميركان غير انه اوضح انه سيكشف عن هذا المكان الذي قال انه في بغداد في المذكرات التي ستعرض على الجمهور قريبا.
صدام يخشى تسميمه ويحذر من نفوذ إيران
وشدد الدليمي على ان صدام أبلغه انه يعتقد ان الاميركان وبتحريض من الحكومة العراقية قد يدسون السم في الطعام المقدم اليه موضحا ان هذا الاعتقاد كان مرده بسبب المعاملة السيئة التي كان يعامل بها صدام الذي بات مقتنعا انهم سيقدمون على أقسى العقوبات ضده بما فيها الإعدام.
واكد انه وفي كل مرة يلتقي بها صدام يجده مؤمنا بعدالة القضية التي سيستشهد من أجلها وشجاعا وواثقا من اندحار الاحتلال وانتصار العراقيين في هذه المواجهة.
ونوه الى ان صدام كان قلقا من تنامي النفوذ الإيراني بعد احتلال العراق ومخاطر ترويج بعض القوى السياسية العراقية للمشروع الايراني الذي قال انه يستهدف العراق والأمة العربية برمتها.
وخلص الى القول إن الأسرار والخفايا التي سيرويها الرئيس الراحل صدام حسين في مذكراته ستكون شهادة للتاريخ وللأجيال القادمة وبدافع الحفاظ على هذه الأسرار قام بإيداع نسخ منها عند شخص يثق به لأنها تتعلق بمسيرة رجل ووطن ومستقبل أمة على حد تعبيره.
عراقيون أحيوا الذكرى الأولى لإعدامه
قبر الرئيس الراحل صدام حسين
في غضون ذلك، أحيا العراقيون معظمهم من أهالى تكريت "شمال بغداد" الأحد فى بلدة العوجة حيث ولد صدام حسين ودفن، ذكرى مرور سنة على إعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين وسط إجراءات أمنية مشددة،
فيما لم يهتم العراقيون ببغداد ومدن اخرى بالذكرى واستأنفوا أعمالهم بشكل طبيعي، فيما تجاهلتها الصحف العراقية، وبدت الحياة طبيعية في بغداد.
وعلقت صور لصدام حسين بملابس مدنية فى صالة كبيرة كانت قد بنيت فى عهده لاستقبال المعزين عند وفاة احد أفراد عشيرته، وتدفق عليها شيوخ عشائر ورجال دين وطلاب مدارس.
وفي العوجة القرية الواقعة قرب تكريت، وهي المكان الذي ولد فيه صدام وأيضا المكان الذي دفن به، تجمع رجال ونساء وأطفال حول قبره الذي غطته الزهور داخل قاعة ملحقة بمسجد.
وفرض حظر للتجول في تكريت ومدينة بيجي، التي توجد بها مصفاة للنفط الواقعة الى الشمال من تكريت، لكن حظر التجول في تكريت رفع في ما بعد. كما تحدث السكان عن إقامة المزيد من نقاط التفتيش في البلدة وانتشار قوات الأمن العراقية لحماية المباني الحكومية.
ويقول محللون إن مخلفات الحرب المستعرة إلى الآن تترك انطباعات كثيرة لدى العراقيين بأن رحيل صدام أفقد العراق توازنه وفتح الأبواب أمام محاولات تفتيته، خاصة أن شخصيات موجودة حاليا فى حكومة المالكى أو داخل العملية السياسية لا تفكر فى مستقبل العراق ووحدته وإنما تتصرف بعقلية الانتقام وتسعى إلى السيطرة والحصول على المغانم..
ويضيف هؤلاء المحللون أن الرئيس السابق صدام حسين، وبرغم الانتقادات التى وجهت له عن هيمنة الحزب الواحد والصوت الواحد، فإنه لم يضع وحدة العراق يوما ما موضع رهان ولا شك، بل خاض من أجلها حربا طويلة مع إيران التى عملت على تصدير الثورة وبحثت عن السيطرة على الخليج.
ندم أمريكي على زمن صدام
من ناحية أخرى، ذكرت تقارير إخبارية ان الامريكيين نادمون على ضياع زمن صدام، حيث يشعرون بجسامة الخطأ الذى ارتكبوه حين أطاحوا بسلطة متماسكة وذات شعبية وزرعوا بدلها عملية سياسية يجمع أغلب السياسيين على وصفها بالمشوهة لجمعها بين فرقاء لا مشترك بينهم سوى محاولة ملء فراغ ما بعد صدام، فأغلبهم بلا تجربة وتسيطر عليهم الانتماءات الطائفية والتجاذبات الخارجية.. والعراق آخر ما يمكن أن يفكروا به.
ونقل موقع "العرب اون لاين" الالكتروني عن سياسيين أمريكيين قولهم: "ان واشنطن لم تكن تتصور حجم الفوضى التى خلفتها رؤيتها للفوضى الخلاقة، كانت تتصور أن الفوضى التى أطلقتها ستقدر على التحكم فيها وتحسن توظيفها، لكنها ارتدت عليها وأصبح العراق ملتقى للتدخل الإيرانى والتركى والإسرائيلي، فضلا عن تمركز القاعدة التى عولمت المواجهة فى العراق وأفقدت المناورات السياسية الأمريكية جدواها".
وأضافوا ان المناورات السياسية الأمريكية ما تزال تراوح مكانها لأنها تحصر نفسها فى الأطراف المساهمة فى العملية السياسية، وهى أطراف لا يمكن أن تضمن لها انسحابا مشرّفا، كما أن محاولاتها للانفتاح على الأطراف المسلحة كانت محاولات احتواء وربح الوقت وشق الصفوف ولم تكن تحمل رؤية تحدد جدولة واضحة للانسحاب.
ويجمع هؤلاء المحللون على أن الحل يبدأ من إعلان قناعة أمريكية بأن المهمة فى العراق قد فشلت، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وأن الاستمرار مضيعة للوقت ثم البحث عن الطرف الحقيقى الذى يضمن الانسحاب "المشرّف".
خليل الدليمى
بغداد: كشف رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، النقاب عن ان موكله أودع لديه أخطر الأسرار التي لم تعلن من قبل عن الحقبة التي كان فيها صدام رئيسا وحتى احتلال بغداد واعتقاله.
واعدم صدام (69 عاما) في 30 ديسمبر/ كانون الاول الماضي شنقا في احد سجون بغداد في اول ايام عيد الاضحى المبارك، بعد حكم صدر على عجل بشكل انتقده المجتمع الدولي. واثار الاعدام غضب انصاره من العرب السنة، عندما ظهرت لقطات على شبكة الانترنت لمسؤولين شيعة يوبخونه أثناء الاعدام.
وتبادل هواة التصوير في هواتفهم النقالة اللقطات الاخيرة من حياة صدام حسين لدى تنفيذ حكم الاعدام بحقه وبدا فيها يقف بثبات مرتديا معطفا أسود رافضا وضع غطاء على عينيه وهو يتقدم الى منصة الاعدام دون مساعدة احد. وقد رد على صرخات اهانة اطلقها بعض الحضور قبل ان يفتح باب المنصة تحت قدميه "الله اكبر".
ونقل رفات نجليه عدى وقصى ونجل الأخير مصطفى الى جوار مدفن صدام منتصف مارس/ آذار الماضي، بعد مقتلهم خلال مواجهات مع جيش الاحتلال الأمريكى فى الموصل "شمال" فى 23 يوليو/ تموز 2003.
كذلك تم دفن برزان التكريتى الأخ غير الشقيق لصدام حسين وعواد البندر رئيس المحكمة الثورية سابقا بجوار قبر صدام بعد إعدامهما منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي.
ونعود لتصريحات المحامي خليل الدليمي لجريدة "الغد" الأردنية حيث قال: "ان صدام حسين كلفه بإعداد ما يشبه مذكراته حول ما حصل في العراق منذ عام 1980 مرورا بالحرب العراقية الايرانية وأزمة الكويت وما تلاها من حرب وحصار واحتلال لبغداد عام 2003 وحتى لحظة اعتقاله من قبل قوات الاحتلال الامريكي".
واوضح الدليمي ان هذه المذكرات في مراحلها النهائية وتتضمن ثلاثة اجزاء: اولها رسائل بخط يد صدام لم يجر عليها اي تعديلات، والثانية شهادة صدام واجاباته حول اخطر المواضيع والقضايا التي شغلت الرأي العام العربي والعالمي، فيما سيتضمن الجزء الثالث مجموعة من قصائد كتبها صدام خلال فترة اعتقاله.
وكشف الدليمي انه التقى صدام (144) مرة في معتقله خلال الاعوام 2004 و 2005 و 2006 موضحا ان صدام ائتمنه على أخطر الأسرار ليكون امين سره في أصعب المراحل التي مر بها صدام خلال فترة اعتقاله مشيرا الى انه يختزن بذاكرته خفايا واسرار حقبة من أشد فترات الإثارة في تاريخ العراق سيعلنها للعالم في اللحظة التي يعتقدها انها ستكون مناسبة من غير ان يوضح عن التاريخ ولا ماهية هذه الأسرار غير انه قال انها شهادة صدام عن كل ما كان يشغل الرأي العام داخل العراق وخارجه.
وعن المخاطر التي تحملها جراء لقاءاته مع صدام قال الدليمي انه تعرض لـ (13) محاولة اغتيال بعضها كان داخل المنطقة الخضراء من قبل من وصفهم الميليشيات الطائفية المرتبطة بإيران.
حقيقة اعتقال صدام
صدام لحظة اعتقاله كما نقلها الامريكان
وطبقا للدليمي فإن صدام لحظة اعتقاله في احدى القرى بالقرب من تكريت، وفق الرواية، لم يكن مخدرا وان ما عرض على شاشات التلفزة كان مفبركا لان صدام اعتقل في بغداد في احد بيوتاتها التي كانت تعود لاحد معارفه.
واضاف ان صدام كان يتنقل في بغداد بسيارة قديمة ومعه اثنان من حمايته ويحل ضيفا على معارفه.
ونفي الدليمي الرواية الاميركية طبقا لما رواه صدام له خلال احد اللقاءات قائلا كان صدام في احد الايام متعبا وقصد منزل احد معارفه في بغداد وبعد ساعة من دخوله البيت فوجئ بقوة امريكية تدهم المنزل موضحا ان صدام عبر عن خيبة امله من خيانة ووشاية احد المقربين اليه التي اوصلت الاميركان الى مكان تواجده.
واضاف ان صدام بعد اعتقاله نقل الى قاعدة عسكرية ومنها الى احد قصوره ومن ثم الى مكان قال انه لا يخطر ببال احد التقاه فيه مشيرا الى ان هذا المكان الذي رفض الكشف عنه يعرفه صدام وانا (الدليمي) والاميركان غير انه اوضح انه سيكشف عن هذا المكان الذي قال انه في بغداد في المذكرات التي ستعرض على الجمهور قريبا.
صدام يخشى تسميمه ويحذر من نفوذ إيران
وشدد الدليمي على ان صدام أبلغه انه يعتقد ان الاميركان وبتحريض من الحكومة العراقية قد يدسون السم في الطعام المقدم اليه موضحا ان هذا الاعتقاد كان مرده بسبب المعاملة السيئة التي كان يعامل بها صدام الذي بات مقتنعا انهم سيقدمون على أقسى العقوبات ضده بما فيها الإعدام.
واكد انه وفي كل مرة يلتقي بها صدام يجده مؤمنا بعدالة القضية التي سيستشهد من أجلها وشجاعا وواثقا من اندحار الاحتلال وانتصار العراقيين في هذه المواجهة.
ونوه الى ان صدام كان قلقا من تنامي النفوذ الإيراني بعد احتلال العراق ومخاطر ترويج بعض القوى السياسية العراقية للمشروع الايراني الذي قال انه يستهدف العراق والأمة العربية برمتها.
وخلص الى القول إن الأسرار والخفايا التي سيرويها الرئيس الراحل صدام حسين في مذكراته ستكون شهادة للتاريخ وللأجيال القادمة وبدافع الحفاظ على هذه الأسرار قام بإيداع نسخ منها عند شخص يثق به لأنها تتعلق بمسيرة رجل ووطن ومستقبل أمة على حد تعبيره.
عراقيون أحيوا الذكرى الأولى لإعدامه
قبر الرئيس الراحل صدام حسين
في غضون ذلك، أحيا العراقيون معظمهم من أهالى تكريت "شمال بغداد" الأحد فى بلدة العوجة حيث ولد صدام حسين ودفن، ذكرى مرور سنة على إعدام الرئيس العراقى السابق صدام حسين وسط إجراءات أمنية مشددة،
فيما لم يهتم العراقيون ببغداد ومدن اخرى بالذكرى واستأنفوا أعمالهم بشكل طبيعي، فيما تجاهلتها الصحف العراقية، وبدت الحياة طبيعية في بغداد.
وعلقت صور لصدام حسين بملابس مدنية فى صالة كبيرة كانت قد بنيت فى عهده لاستقبال المعزين عند وفاة احد أفراد عشيرته، وتدفق عليها شيوخ عشائر ورجال دين وطلاب مدارس.
وفي العوجة القرية الواقعة قرب تكريت، وهي المكان الذي ولد فيه صدام وأيضا المكان الذي دفن به، تجمع رجال ونساء وأطفال حول قبره الذي غطته الزهور داخل قاعة ملحقة بمسجد.
وفرض حظر للتجول في تكريت ومدينة بيجي، التي توجد بها مصفاة للنفط الواقعة الى الشمال من تكريت، لكن حظر التجول في تكريت رفع في ما بعد. كما تحدث السكان عن إقامة المزيد من نقاط التفتيش في البلدة وانتشار قوات الأمن العراقية لحماية المباني الحكومية.
ويقول محللون إن مخلفات الحرب المستعرة إلى الآن تترك انطباعات كثيرة لدى العراقيين بأن رحيل صدام أفقد العراق توازنه وفتح الأبواب أمام محاولات تفتيته، خاصة أن شخصيات موجودة حاليا فى حكومة المالكى أو داخل العملية السياسية لا تفكر فى مستقبل العراق ووحدته وإنما تتصرف بعقلية الانتقام وتسعى إلى السيطرة والحصول على المغانم..
ويضيف هؤلاء المحللون أن الرئيس السابق صدام حسين، وبرغم الانتقادات التى وجهت له عن هيمنة الحزب الواحد والصوت الواحد، فإنه لم يضع وحدة العراق يوما ما موضع رهان ولا شك، بل خاض من أجلها حربا طويلة مع إيران التى عملت على تصدير الثورة وبحثت عن السيطرة على الخليج.
ندم أمريكي على زمن صدام
من ناحية أخرى، ذكرت تقارير إخبارية ان الامريكيين نادمون على ضياع زمن صدام، حيث يشعرون بجسامة الخطأ الذى ارتكبوه حين أطاحوا بسلطة متماسكة وذات شعبية وزرعوا بدلها عملية سياسية يجمع أغلب السياسيين على وصفها بالمشوهة لجمعها بين فرقاء لا مشترك بينهم سوى محاولة ملء فراغ ما بعد صدام، فأغلبهم بلا تجربة وتسيطر عليهم الانتماءات الطائفية والتجاذبات الخارجية.. والعراق آخر ما يمكن أن يفكروا به.
ونقل موقع "العرب اون لاين" الالكتروني عن سياسيين أمريكيين قولهم: "ان واشنطن لم تكن تتصور حجم الفوضى التى خلفتها رؤيتها للفوضى الخلاقة، كانت تتصور أن الفوضى التى أطلقتها ستقدر على التحكم فيها وتحسن توظيفها، لكنها ارتدت عليها وأصبح العراق ملتقى للتدخل الإيرانى والتركى والإسرائيلي، فضلا عن تمركز القاعدة التى عولمت المواجهة فى العراق وأفقدت المناورات السياسية الأمريكية جدواها".
وأضافوا ان المناورات السياسية الأمريكية ما تزال تراوح مكانها لأنها تحصر نفسها فى الأطراف المساهمة فى العملية السياسية، وهى أطراف لا يمكن أن تضمن لها انسحابا مشرّفا، كما أن محاولاتها للانفتاح على الأطراف المسلحة كانت محاولات احتواء وربح الوقت وشق الصفوف ولم تكن تحمل رؤية تحدد جدولة واضحة للانسحاب.
ويجمع هؤلاء المحللون على أن الحل يبدأ من إعلان قناعة أمريكية بأن المهمة فى العراق قد فشلت، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وأن الاستمرار مضيعة للوقت ثم البحث عن الطرف الحقيقى الذى يضمن الانسحاب "المشرّف".